كلمة من القلب

عِندما نَكتبُ كَلماتنا على المساحات البيضاء..نكتبُ جزءًا من أَرواحنا على الزُرقةِ الإلهية

قُلْ للغِيابْ

http://2.bp.blogspot.com/_45cJlVwvYpc/SKHFFlCE2qI/AAAAAAAAAC8/isGpKhqoaKc/s400/333.jpg

أَتَأخُذنِي مَعَك ؟


فَأَكُونَ خَاتَم قَلِبكَ الحَافِي ، أَتَأخُذني مَعَك

فَأَكُونَ ثَوبكَ فِي بِلادٍ أَنجَبَتكَ ... لِتَصرَعك

وأَكُونَ تَابوتًا مِن النِعَناعِ يَحملُ مَصرعك

وَتَكُون لِي حَيًا وَميتًا

محمود درويش

أيام الغياب

الغيابُ الأول:

في غيابكِ يتخِذُ الوقتُ شكل الخيبة، 
وجودكِ ياسمينُ النجاةِ من الملح والرمل والعواصف اليومية.
يا إلهي ألا ترفقت بي، وجعلت أيام غيابها تعبرُ خارج قلبي

الغياب الثاني:

يومٌ للعزفِ المُنفردِ على إيقاع غيابكِ، للصمت التام، يومٌ نجمعُ فيه أشياءنا ونزيحُ عنها الغبار، أين صوتك يوقظني صباحًا، أين طلباتكِ التي تُحيطني بالضجرِ أحيانًا، أين تذمري من استعجالكِ الأشياء
أين نظرتك تحنو كثيرًا وتغضبُ قليلًا
وتعانقني دائمًا
كل شيء ناقصٌ يا أمي
كل شيء كالسراب في غيابكِ
أين دعواتكِ وصلواتكِ تغمرني بالأمان
أين ملائكتكِ لتحرس الحياة من الحزن والكآبة
أين أنتِ أماه؟

الغياب الثالث:

أتُصلّين لأجلي؟ 
في دمشق السماء قريبةٌ والدعاء يصل قبل أوانه، 
لا تنسي أن تحفري اسمي على الجدران القديمة، 
لا تنسي أن تلتقطي أجنحة الحمام وهي تعبرُ في بيتنا القديم..
لا تنسيّ أن تُقبلي يدَّ جدتي وقولي لها: قريبًا تعود، لابد تعود
سلمي على الله وعانقيه وقولي له أن يحرس خطواتي على قارعة الطرق المؤدية إليكِ..
 

الغياب الرابع:

أماهُ، إنهم لا يكفون عني، يحفرون خنادقهم في قلبي، غطيني من بردِ الليل الطويل، عانقيني واغمري خوفي
خذيني معكِ إلى الغابات العابقة برائحتكِ 
أزرعي ياسمين قلبكِ في قلبي
امنحيني الوقت للازم لأثمل بحبِكِ
اشتاقكِ
وأطفح بالشوق إليكِ
 

الغياب الخامس:

في البيت أجلسُ وحيدةً
اسمعُ همسًا مريبًا، كأنه صوتُكِ يُناديني
انصتُ قليلًا لعلهُ يكون
وأنك ها هُنا الآن
تحبثين عني كما أبحثُ عنكِ
ولكنّ لا يعودُ الصوت
هدوءٌ...هدوء
إنه صوتُ غيابك
المُفزع

الغيابُ السادس:

يومٌ أفقدُ فيه قلبي، وأنا أحاول فتح باب الشمس،
يومٌ اُلقي فيه همومي على الجبل فينحازُ للبكاء
يومٌ أراني فيه غائبةً ويظنُ الجميع أنني هنا
ولا يعرفون بأنني معكِ
يومٌ أحاول أن أوضح فيه بأنني لستُ منحازة للحياة إلا لأنك أمي

الغيابُ السابع:

إنها مدينتُكِ دون مُنازع..
قلبُكِ ونبضُ أنفاسكِ
دمشق الجميلة كم أنتِ ابنتها وكم أنا ابنتكِ..
كلّتينا ننحازُ لياسمينها ورائحتها وأزقتيها
كلّتينا نعاني مرضًا مزمنًا في عشقها..
كلّتينا ننتظرُ أن تبوح باسرارها على مشارفِ أرواحنا
وكلّتينا نذهب للصلاة هناك..
لأننا نعلم أنّ الله أقرب

الغيابُ الثامن:

إنني ابنتُكِ واستَميحُك عذرًا أن تُشارك دمشقَ في أمُومَتِكِ

 

 

No comments:

Post a Comment