كلمة من القلب

عِندما نَكتبُ كَلماتنا على المساحات البيضاء..نكتبُ جزءًا من أَرواحنا على الزُرقةِ الإلهية

قُلْ للغِيابْ

https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEictbpk3wYXn_4Lt8ho7nDSYEdm7_i7-oC4kyo2TB-K10whIdasYp8nBSnTh8ONzCkVQ6IYY4d_uzXcNODocD4D8XqV4GkOf2zT52VpObEX_XSC1PktOhg61cREL5GjQBhV0q9bwrksYYY/s400/333.jpg

أَتَأخُذنِي مَعَك ؟


فَأَكُونَ خَاتَم قَلِبكَ الحَافِي ، أَتَأخُذني مَعَك

فَأَكُونَ ثَوبكَ فِي بِلادٍ أَنجَبَتكَ ... لِتَصرَعك

وأَكُونَ تَابوتًا مِن النِعَناعِ يَحملُ مَصرعك

وَتَكُون لِي حَيًا وَميتًا

محمود درويش

امرأةٌ من دمشق
تغسلُ قلبها بدمِ الأحرار
تعطرُ مشيتها بتوقيتِ الياسمين
تقتاتُ تفاصيل الخوفِ
وتسجلُ على جسدها تاريخ خيول بني أمية
***
سوريا يا حبيبتي: يا تنهدّ القلب في جوارحي
و امتدادّ روحي
يا اكتمال الصحو والمنام
أيتها المولودة من شغاف أحلامي
والمحفور على جبيني
يا حلوتي
وفرحتي
ومؤشر حواسي
يا أمي وابنتي
يا وطني
يا خريطة جسدي
وسكينتي
لا أكونُ بخيرٍ إلا حين تكوني
***
وأنتَ تُحدّق في ملامح وطني
ترسمُ خارطته على جسدي
تحددُ مواقع الأنهار
واسماء الخيول
وتكتبُ بدمي تاريخ الأمويين وحزن العباسيين
وأنت تمارسُ طقوس صلاتك في التكية السليمانية
وترتلُ ترانيم مريم العذراء في باب شرقي
وأنتَ تدوسُ على قلبي الممتدُّ
من الميدان حتى باب توما
وتشربُ من شرياني بردي
تأكد أنني بنتُ الشام
***

بين دمشق وذاكرتي
غابات من الكرز
ومزارع من الدّراق
أباريقُ فلٍ
وأحواض نعنع
بين ذاكرتي ودمشق
أزقةٌ وحارات وأصوات باعةٍ متجولين
وأكوابُ توتٍ شامي
بين دمشق وذاكرتي
تاريخٌ من السنونو وهديلُ حمام
وقطط مدللةً
بين دمشق وذاكرتي
خيول بني أمية
ومساجد وكنائس
ودراويش التكايا
بين دمشق وذاكرتي
ألف ألف زرٍ من الياسمين
وحكايات طويلة
بين دمشق وذاكرتي
إلهٌ يحميها
وملائكةٌ تسبحُ بحمدها
***
تَقودني خُطاي إلى الجامع الأموي
أصلي بكائاً
أقبلُ جدرانهُ
أحيطهُ علماً بنبض قلبي
أقصُ عليه جراحي
أرتلُ تعاويذي
وأتوجُ نفسي بهديل الحمام
وأمضي مطمئنةً إلى الربّ

No comments:

Post a Comment