كلمة من القلب

عِندما نَكتبُ كَلماتنا على المساحات البيضاء..نكتبُ جزءًا من أَرواحنا على الزُرقةِ الإلهية

قُلْ للغِيابْ

https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEictbpk3wYXn_4Lt8ho7nDSYEdm7_i7-oC4kyo2TB-K10whIdasYp8nBSnTh8ONzCkVQ6IYY4d_uzXcNODocD4D8XqV4GkOf2zT52VpObEX_XSC1PktOhg61cREL5GjQBhV0q9bwrksYYY/s400/333.jpg

أَتَأخُذنِي مَعَك ؟


فَأَكُونَ خَاتَم قَلِبكَ الحَافِي ، أَتَأخُذني مَعَك

فَأَكُونَ ثَوبكَ فِي بِلادٍ أَنجَبَتكَ ... لِتَصرَعك

وأَكُونَ تَابوتًا مِن النِعَناعِ يَحملُ مَصرعك

وَتَكُون لِي حَيًا وَميتًا

محمود درويش

غياب


أأحُبهَا أم أَكرَهُها
لا فَرَق يَا حَبيبي،
هي بِدُونك بَلا لَونٍ،
لا خَضَراء وَلا رَمادّية،
تَكّادُ تَكُون سراباً
لولا هذا الغُبارُ الذي يُحَدِدُ مَلامح السَكِينةَ...
لولا الضَجيجُ الذي تصنعه أقدام الحفاةِ على حافةِ الوقتِ المتبقي لنا،
أحبها أم اكرها !
لا شيءَ يعنيني بها،
هي لا تتجاوزُ حجم مدينةٍ،
معلقةٍ بين احتمالين
لا سماءَ لها
و الموتُ حدودها،
ضبابيةً،
يشكلها الغيم السقيم،
ولا يزورها الحمامُ سوى ليستريح من عناء البقاءِ وحيداً دونك،
لا اقتسمُ هواها معك،
ولا أشاركُ الآخرين كذبتهم الحزينة،
تقفُ في وجهي،
تمنعني أن أتشكلَ بين أصابعك،
تمنعني من التزعزعِ على سطور أيامك،
تتقمصُ شكل القصيدة
وما هي إلا هامشُ الحبرِ الفائض،
تقتلني لتمحو أثار فرحي عن جبينها،
وتقتلك خوفاً من رحيل السنونو عن أرض ميلادك،
كل شي فيها يُولد من سراب،
الصمت يؤثث ما تبقى من الخوف والرمال ،
يا إلهي كم أكره هذا الصمت البائس،
والبرد الضبابي،
والجبل الذي لا يحمل الملح ولا الغابات،
مزيفة هي،
طائرٌ من ورقٍ يحترقُ برطوبةِ الغيم،
أحزنُ وحيدةً ويمتدُ حزني حتى بقايا صوتك،
وصوتك المدى والحنين
وغيابك يتشكل في قاع السلام والحمام والرخام
ووجهك الندى البحري
وعيناك بيتنا الدمشقي القديم
وحكايات جدي
وعذوبة نهرٍ كنت أقضي طفولتي امسك أنجمه
وأعدُّ الحصى
وما تساقط فيه من ياسمين
في كل همسة تشبه
حكاياتك الغيم الشفيف
وشفقٌ
يشفقُ على سذاجتي
وينذرني بأمطار وشتاء حزين
وروحي تسبح في روحك....
كلما عادّ رحيلك تستغيث
كل هذا يحدثُ في غيابك الطويل...

No comments:

Post a Comment