أربعون يوماً، وكّل يوم أقررُ أن أزورك، وأضع سنابلَ القمح، وشقائق النعمان على روحك، ولكنّ شيئاً ما يقف عند ظلي، يمنعني من التصديق بأنك لم تعد تتقاسم هواء هذه المدينة معي، شيءٌ ما يفتك بقلبي كلما فكرت في أن أتشاطر مع الأخرين ذكرى حضورك، ولكن كان لابد من أن أتي إليك، أحمل ما تبقى من صدى صوتك المتردد في قلبي، وأضع شيئاً من توأمك "الفرح" على شفاهي وأقف بين يدك، أردد كلماتك وأسترجع حضورك، وأشارك "الإخوة جبران" في إحياء كلماتك، بظلٍ هو الأقرب إليك "الموسيقى"، ذلك الوحي الذي رافقك حتى النهاية، تلك الروح التي تسكن في أوتار العود، والتي كانت دائما رفيقة دربك، صديقة أيامك، جلست أرواحنا أمامهم، وأنصتت قلوبنا لهم، وصوتك الذي كان يأتي منبعثاً كشمعة الميلاد، كالبصيرة، ورائحة بيادر الحصاد، وعبق أيلول، جاء ليشعل الدمع، ويفتح نشوة للحزن الجميل،برقص أناملهم أستطاعوا أن يجسدوا روحك، وأن يبثوا الحياة في ذلك المكان الذي شهد حضورك، ورسموا لوحة فاقت في روعتها وصف الكلمات، كنت حاضراً وكان حضورك صامت كما تحب، مفعما بالأمل، والحياة كما تشتهي، كل شيء كان متعلقاً بك، روح المكان وصمته وصوته، أيها الحاضر في غيابك، أيها المتألق في صمتك، والجميل في همسك، أيها المسافر في أرواحنا، والساكن في تضاريس حزننا وفرحنا، والصانع لأملنا، حتى عندما يُفقدك الموت بجبروته القدرة على اكتشاف المزيد من الدهشة في الحياة، تبقى أوراقك المبعثرة، وسماءك الزرقاء، ملعب للحب، والشوق والحرية والكثير من الفرح "الحزن التوأم".
ألف تحية لعينيك
ألف تحية لأبتسامتك
ألف تحية لكل تفاصيلك البسيطة
من قلبي سلام عليك...
يا حياة الروح...
جدل
20/أيلول
خريف 2008
ألف تحية لعينيك
ألف تحية لأبتسامتك
ألف تحية لكل تفاصيلك البسيطة
من قلبي سلام عليك...
يا حياة الروح...
جدل
20/أيلول
خريف 2008
لم أفهم كيف يمكن أن تخلد الكلمات أسطورة الا حين قرأت ما كتبته عنه..
ReplyDeleteلروحه قبلة وسلام
LaMa