مع كل الحب...

حبيبتي...رام الله
كُّل كَلّمَاتِي تَذَهَبُ هَبَاءً، وكّلُ غَضَبِي يَذهبُ أَدّرَاجَ الرِيّاح،
عِندَّما أُقَررُ أنّ أرحلَ بَعِيدًا عَنكِ،
تَارِكَةً خَلفِي شَوارعكِ وفضاءكِ الرحب،
وأَصواتُ بَاعَتَكِ المُتجولِين، وأَرصَفِةً تَحمِلُ بَصَمَات الذّكريات والأيّام،
وجُدّّرانُ الأمَاكنِ التي صَلبّنا عَليها الحنين والصورة الشهية والخوفَ من الموت اختناقًا في رحمكِ.
رام الله يا حبيبتي،
يَا رَفِيقةَ هذا العُمر، يا صَديقةَ الصَباحات،وعَشِقَيةَ المَسَاءات، يَا مَدينة تُشبِعُ حَواسي، وتَفقدُنِي لِتَرَانِي مَسّلُوبَةً على بَّابِها، بِِعَبَقِها وحُسنِها، ونَسيِمِها، ورَبِيعَ أيَامِها،كيف أصفكِ، وماذا أكتب لكِ،وأيُ الكَلمات سَتُسعِفُنِي اليوم
لأقولَ للجميع كم أنتِ حُلوة...حُلوة،
وعن أي الذكريات سأتحدث لهم، عن أي الضحكات ، والدّمُوع والفَرَح والحُزن،والدّهشة، أأخبرهم عن صباحاتكِ المنعشة؟،
التّي تَدُور في رأسي لِتَحملني فوق السحاب،
وأنا أمضي في طريق المكتبة، وأشجارك تسير معي،
أم ابدأ بالمساءات معك وأنا أعبر شارع الإرسال مرورًا بالمنارة وأمضي إلى حي الطيرة، وسرية رام الله الأولى لألتقي بالأصدقاء،
أم أتحدث عن قصركِ الواقف على التّل، يشهد على كل الفرح، والحزن، والدهشة التي عبرتني
وأنا أشاهد عروض من مختلف الثقافات،أم أُحدثهم عن النشوة الحزينة التي تنام في صدري منذ شهدت ذلك "النجم" ينير بكلماته سماءك في أمسية كانت ختام هبوطه إلى الأرض،هل أُطلعهم عن الأسرار التي أُخبؤها في "حاراتكِ" القديم،
والدموع التي أذرفها عِندما أودّعُكِ،
وأكابر قائلة لن أشتاقكِ، وأعلن أنني لا أحبكِ، كعاشقة تنتقم من نفسها،
وأنتِ تعلمين انها رعونة الطفولة،
وجنون مغرمة، فلا تأخذيني على محمل الجد، وأعذري جنوني، وأحبيني بكل تفاصيلي، وأغمريني بتفاصيلك،
حبيبتي رام الله،
والكلمات لا تكفيكِ ولا تكفيني،
هذا العُمر صَغيرٌ عليكِ، لا تقولي مبالغة، ولا تُكذبيني، واسألي الأصدقاء عني،
اسألي ضحكاتهم، ودُموعهم فيكِ،
واسألي السماء،
تشهد بكل قطرة من دمي...أنك حبيبتي..

جدل
إلى رام الله الحبيبة
مع كل الحب